بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أمرأة متزوجة لدي ثلاث أبناء الكبير في الصف الثاني والأوسط عمره أربع سنوات وخمسة أشهر والصغير عمره سنتين حياتي مستقرة مع زوجي ولكن هو قرر الزواج بأخرى فلم أمانع مراعاة لرغبة وحب له
وهو الأنسان الوحيد الذي أشعر معه بالأمان ولا أتمنى مفارقته وأيضًا ليس لدي أي حل أخرى تجاة الموضوع لأن لدي أبنائي.
ومن غير المعقول أن أضحي بهم أيضًا ليس لدي الأهل الذي أرتاح معهم لأني لم أصدق أنه سيأتي يوم أتخلص به من ظلم أبي وزوجته التي ترمي على حمل البيت والأبناء
ولدي أب يساعدها على ذلك حرمت من صدر والدتي وأنا في سن السنتين أنا وأخوتي الأثنين لذا لأأود أن يصير بي أبنائي كما صار معي لأني ظقت العذاب وتحملت المسئولية من صغري.
ثم بلغت سن الثانية عشر وبدا والدي بجلب العرسان الذين هم من كبار السن من أجل المال والله لو جدي عايش أنهم بعمره ولم يفكربي
فهل هذا أب حتى ألجاء له بعد الله ماذا أفعل زوجي أصبح يحب زوجته الأخرى ويتلهف على الأتصال عليها بكل وقت ويرعيها.
وهي أحس أنها تريد جذبه لها فقط ولا يهمني ذلك ولكن أفكر في نفسي وأبنائي ليس لدي عمل حتى أعمل به وأقضي وقتي وليس لدي دخل حتى أسد حاجتي وليس لدي أهل حتى يراعوني ولايهدموا بيتي
وليس لدي الجرءه حتى أمنع زوجي من الزواج وليس لدي إلا الله ثم أبناء ثم أستشارتكم لأفادتي أصبحت حياتي جحيم كلها بكاء وحزن.
ولا أجد من أفضفض له سوء نفسي ولا أريد الغيرة تهدم بيتي حتى أندم طوال عمري وأعود لجحيم والدي. أفيدوني وفرجوا عني فرج الله عنكم كربة من كرب يوم القيامة
أختي الفاضلة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رغم ما تحمله رسالتك من ألم إلا أن فيها الكثير من الخير لك ولله الحمد... فاحمدي الله أولا أنك تزوجت ولديك أطفال جعلهم الله ذخرًا لك في الدنيا والآخرة ثم أحمدي الله ثانيًا على نعمة الصحة في البدن. .
وأما بخصوص ما تشكين من زوجك ووالدك وما تعانيه من أنك حرمت الحنان منذ صغرك وأنك تتمسكين بالأولاد ولا تريدين أن يحصل لهم ما حصل لك في صغرك من الحرمان فهذا شيء جميل. .
ولكن أريد أن تحددي أختي الفاضلة بالضبط سبب شكواك من زوجك حيث أن قضية التعدد غير واضحة فهل عدد بالفعل أم أنه يفكر في التعدد.. حيث ذكرت كلاما متناقضًا حيال ذلك فمرة تقولين أنه أصبح ينجذب إليها ويكلمها وهي تريده أن ينجذب إليها ومرة تقولين أصبح يفكر في التعدد ومرة تقولين أنك لا تستطعين منع هذا الزواج..
وأيًا كان الأمر سواء تزوج أو لم يتزوج أريدك أن تنظري للجوانب الإيجابية في حياتك ولا تكثر التفكير في الأشياء السلبية أو المتوقعة فقط حاولي أن تعيشي بتفاؤل وأنت قادرة بما حباك الله من عوامل جذب أن تجعلي زوجك ينجذب إليك ولا يهملك. وأهم ما في الموضوع هو التفكير في الحل وليس في المشكلة لأن التكفير في المشكلة دون البحث عن حل يزيدها تعقدًا.
وقد يكون الحل أهون من المشكلة نفسها وأحيانا يكون الحل هو التعايش مع الوضع واستثمار الزمن في التغلب شيئًا فشيئًا على آثارها. . كثيرًا ما نتوقع أن المستقبل سيكون مظلما وتطوقنا حلقات الكدر والهموم ثم نجد بعد فترة أن الأمر أيسر مما توقعنا بل ربما تحول في صالحنا. .
ما أراه أن زواجه بالثانية وإن كان في ظاهرة شر إلا أنه قد يحل الكثير لك ولأبنائك وفي الغالب أن المرء وإن تنقل إلا أن حنينه لأول منزل وحنين الرجل وإن عدد وشرق وغرب يكون لزوجته الأولى وأم أولاده ولكنه مشروط بصبرك وطول نفسك وبعد نظرتك وقدرتك على إدارة المنافسة الشريفة بما يرضي الله ودون ظلم للآخرين في جعله يعطيك وأولادك اهتمامًا أكبر..
ثم أختي الفاضلة لا داعي للحزن والكدر والبكاء الجائي إلى الله أن كان زوجك قد ظلمك أن يفك مظلمتك وينتصر لك سواء من زوجك أم زوجة أبيك التي استعملتك طيلة فترة طفولتك عين الظالم تنام وعين الله لا تنام وللمظلوم دعوة مسموعة من فوق الغمام يناديها رب الأنام بعزته وجلاله قائلًا وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.
أما والد فعليك ببره ووصله والدعاء له فقد يكون مغلوبًا على أمره ومهما ظلم يظل والدك له عليك حق الرعاية والوصل ويومًا ما سيعلم خطأه في التقصير معك. أختي الفاضلة أهتمي بما يلي في الفترة القادمة..
أولا: شغل وقتك بالقرآن حفظا وتلاوة وتفسيرًا
ثانيًا : أدخلي في دورات تطوير الذات فلا زلت في مرحلة الشباب ولعل هذه الدوارات تفتح لك مجال عمل حتى ولو من بيتك.
ثالثًا : أجعلي القراءة هوايتك المفضلة.
رابعًا : اهتمي بتربية أبنائك واستثمري وقتك معهم ليكونوا ذخرًا لك في الدنيا والآخرة وعلميهم ماينفعهم في دينهم ودنياهم.
خامسًا : تحببي لزوجك ولا تكثري لومه وأحسني إليه الطرف عن هفواته ولا تبدي له مشاعر الغيرة من زوجته الثانية وكوني منافسة صموته تنجحي بإذن الله في استمالته إليك بالحسنى والمعروف.
ختامًا أسأل الله تعالى أن يفرج همك وينفس كربك ويرزقك الصبر والطمأنينة والسكينة وانشراح الصدر ويجمع شملك وزوجك وعائلتك على ما يحبه الله ويرضاه.
الكاتب: أ. خالد محمد النقية
المصدر: موقع المستشار